لماذا نشعر بالفراغ رغم أن حياتنا «مثالية»؟ الحقيقة النفسية التي لا نحب مواجهتها

قد تكون حياتك، على الورق، كما يتمناها الكثيرون.
عمل مستقر، دخل جيد، علاقات اجتماعية، وربما صحة جيدة.
ومع ذلك، في لحظة هدوء… تشعر بشيء غريب.

فراغ.
ثقل غير مفهوم.
إحساس بأن هناك شيئًا ناقصًا… دون أن تعرف ما هو.

الأغرب؟
أنك تشعر بالذنب لأنك لا تملك سببًا واضحًا لتشعر بهذا الشكل.

هذا المقال ليس عن ضعفك،
بل عن حقيقة نفسية عميقة لا نحب الاعتراف بها.

🕳️ أولًا: الفراغ ليس حزنًا… ولا اكتئابًا

الشعور بالفراغ لا يعني بالضرورة أنك مكتئب.
هو حالة نفسية مختلفة تمامًا.

  • الاكتئاب = ألم واضح
  • الفراغ = غياب الإحساس

أنت لا تتألم…
لكن لا تشعر بشيء حقيقي أيضًا.

تضحك، تعمل، تتحدث،
لكن داخلك كأنّه في وضع “الصامت”.

🎭 ثانيًا: الحياة «المثالية» قد تكون حياة ليست لك

أحد أكثر الأسباب شيوعًا للشعور بالفراغ هو هذا السؤال الصامت:

هل هذه الحياة التي أعيشها… اخترتها فعلًا؟

كثيرون يعيشون حياة:

  • اختارها الأهل
  • فرضها المجتمع
  • صُممت لتبدو ناجحة أمام الآخرين

لكنها لا تُشبههم من الداخل.

عندما تعيش حياة لا تعبّر عن قيمك الحقيقية،
تبدو ناجحًا… وتشعر بالفراغ.

🧠 ثالثًا: عقلك لا يبحث عن السعادة… بل عن الأمان

هذه حقيقة نفسية صادمة:

العقل لا يهتم بسعادتك،
يهتم فقط ببقائك في منطقة آمنة.

  • وظيفة ثابتة = أمان
  • روتين معروف = أمان
  • علاقات مألوفة = أمان

لكن الأمان لا يصنع المعنى.

قد تعيش حياة آمنة جدًا…
وفارغة جدًا.

🔄 رابعًا: عندما يتحول الإنجاز إلى إدمان

في البداية:

  • هدف
  • شغف
  • حماس

ثم:

  • إنجاز
  • ثم هدف آخر
  • ثم إنجاز آخر

دون توقف… دون سؤال:

لماذا أفعل كل هذا؟

عندما يتحول الإنجاز إلى وسيلة للهروب من الفراغ الداخلي،
فإن كل إنجاز جديد يؤجّل المواجهة فقط.

🧩 خامسًا: تجاهل المشاعر لا يُلغيها

كثيرون تعلّموا منذ الصغر:

  • “لا تضعف”
  • “كن قويًا”
  • “تجاوز”

فبدأوا بتجاهل مشاعرهم بدل فهمها.

المشاعر المكبوتة لا تختفي،
بل تتحول إلى فراغ داخلي… وصمت طويل.

🌫️ سادسًا: السوشيال ميديا تزيد الإحساس بالفراغ

عندما ترى الجميع:

  • سعيد
  • ناجح
  • متوازن

تبدأ تشك بنفسك:

لماذا أنا فقط أشعر بهذا الفراغ؟

الحقيقة؟
الفراغ شعور إنساني شائع…
لكن لا أحد ينشره.

🔑 كيف نبدأ بملء هذا الفراغ؟

ليس بنصائح سريعة.
ولا بجملة تحفيزية.

بل بخطوات صادقة:

  1. اسأل نفسك بصدق: ما الذي أريده أنا فعلًا؟
  2. تقبّل الفراغ بدل محاربته – أحيانًا هو رسالة، لا عدو.
  3. أعد التواصل مع مشاعرك حتى غير المريحة منها.
  4. ابحث عن معنى، لا عن مظهر حياة مثالية.

الشعور بالفراغ لا يعني أن حياتك فاشلة.
بل قد يعني أنك تعيش حياة ناجحة بمعايير ليست لك.

الفراغ ليس نهاية الطريق…
بل بداية سؤال حقيقي.

والسؤال الصحيح،
قد يكون أول خطوة نحو حياة تشبهك فعلًا.

مقالات ذات صلة

ثقافة الاستهلاك السريع: كيف أصبحنا نشتري أكثر ونستمتع أقل؟

كم مرة اشتريت شيئًا لم تكن بحاجة إليه، فقط لأنك شعرت أن ذلك سيُحسّن مزاجك؟وكم مرة اكتشفت بعد أيام قليلة أن الشعور الجميل اختفى، وبقي الشيء… بلا معنى؟ لسنا فقراء،…

هل السعادة قرار؟

كيف تتحكم في مزاجك رغم ضغوط الحياة اليومية؟ في زمن السرعة وضغوط الحياة المتزايدة، كثير من الناس يشعرون أن السعادة صارت حلم بعيد المنال.لكن سؤال يطرح نفسه:هل السعادة قرار شخصي؟…

متداول

لماذا نشعر بالفراغ رغم أن حياتنا «مثالية»؟ الحقيقة النفسية التي لا نحب مواجهتها

  • ديسمبر 16, 2025
  • 22 views
لماذا نشعر بالفراغ رغم أن حياتنا «مثالية»؟ الحقيقة النفسية التي لا نحب مواجهتها

ثقافة الاستهلاك السريع: كيف أصبحنا نشتري أكثر ونستمتع أقل؟

  • ديسمبر 12, 2025
  • 36 views
ثقافة الاستهلاك السريع: كيف أصبحنا نشتري أكثر ونستمتع أقل؟

الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية: كيف يغير العالم من حولنا؟

  • سبتمبر 7, 2025
  • 72 views
الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية: كيف يغير العالم من حولنا؟

ضرب الأطفال بين الماضي والحاضر: هل فعلاً “تربيتنا صح” ولا لازم نغيّر؟

  • يوليو 22, 2025
  • 168 views
ضرب الأطفال بين الماضي والحاضر: هل فعلاً “تربيتنا صح” ولا لازم نغيّر؟

لماذا أصبحت العلاقات قصيرة العمر في زمننا الحالي؟ التكنولوجيا أم السبب أعمق؟

  • يوليو 20, 2025
  • 232 views
لماذا أصبحت العلاقات قصيرة العمر في زمننا الحالي؟ التكنولوجيا أم السبب أعمق؟

إدمان الدراما: هل حياتك مسلسل توتر مستمر وأنت لا تدري؟ اكتشف الحقيقة الآن

  • يوليو 19, 2025
  • 165 views
إدمان الدراما: هل حياتك مسلسل توتر مستمر وأنت لا تدري؟ اكتشف الحقيقة الآن